بمائة رجل صعيدية تحصل على حكم قضائي ضد متحرش
كتب/ فادي محمد
فتاة عشرينية قررت توجيه رسالة قوية للمتحرشين جنسيا بمختلف محافظات الجمهورية، وطرقت باب القضاء العادل الذي أصدر حكمه الأول من نوعه بسجن شاب تحرش بالفتاة ذات الأصول الصعيدية أثناء سيرها بالشارع.
في أغسطس 2017، خرجت “رانيا فهمي”، الحاصة على بكالوريوس علوم، لشراء طلبات المنزل الكائن بإحدى قرى محافظة قنا، حيث يوم العطلة الأسبوعية “الجمعة”، وفوجئت بشاب يتحرش بها جنسيا، فنهرته مطالبة إياه بالانصراف، ليعتدي عليها الشاب بالضرب، فحاولت رد الصاع صاعين بحقيبة يدها، واستنجدت بالمارة “اللي ضايقني رد فعل الناس لما هربوه وكأن شيء لم يكن”.
تقول الفتاة: “أنا في الأول ماكنتش عاوزة أسيبه يهرب مني، والوضع ازداد سوءًا بعد ما الناس هربوه، وكنت باقول للناس لو أمك أو أختك ماحدش هيقدر يهربه أو يسيبه يعمل كده”.
فور عودتها إلى المنزل، روت “رانيا” تفاصيل الواقعة لوالدتها، وتوجهت إلى المستشفى؛ بسبب إصابتها بعدة كدمات جراء تعدي الشاب عليها بالضرب.
قررت صاحبة الـ23 سنة الحصول على حقها بالقانون، وحررت محضرا بقسم شرطة قنا ضد الشاب، ولم يمنعها وجودها بمفردها إلى جانب شقيقاتها ووالدتها عقب وفاة الأب، مستعينة بتسجيل كاميرا مراقبة خاصة بأحد المحلات سجلت الواقعة.
وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهم “إسلام شوقي”، 25 سنة؛ لاتهامه بمحاولة هتك عرض والتحرش برانيا، وأفادت التحريات أنه حاول التعدي عليها عن قصد أثناء سيرها في الشارع، وتمت إحالة القضية إلى محكمة الجنايات.
حاولت أسرة الشاب وزوجته، الضغط على “رانيا” لتتنازل عن القضية، لكنها أبت رغم ضغط عائلتها المستمر كونها تنتمي لعائلة “الهوارة” العريقة بمركز نجع حمادي، حتى قضت محكمة جنايات قنا، برئاسة المستشار عبد الفتاح القصير، الخميس الماضي، بسجن المتهم 3 سنوات.
وخلال حديثها ، أشارت الفتاة إلى أن عضو هيئة الدفاع عنها حصل على 30 ألف جنيه من أسرة المتحرش لإقناعها بالتنازل دون علمها، لكن ردها بالرفض لم يتغير دون النظر إلى الإغراءات المادية “مش هتنازل عن كرامتي بفلوس”.
وناشدة “رانيا” جموع الفتيات بضرورة الدفاع عن أنفسهن أمام المتحرشين، وتحرير محضر ضده، قائلةً: “إنت أهلك ربوكي، إنت مش لحمة رخيصة، والعادات والتقاليد شايفة إننا نحرر محضر عيب، لكن إحنا شايفين كرامتنا أهم من أي حاجة”.
من جانبها أكدت الدكتورة هدى السعدي، مقررة المجلس القومي للمرأة بقنا، أن هذه الواقعة تعد الأولى من نوعها خاصة في محافظات الصعيد، لافتة إلى أن المجلس حاول تقديم الدعم اللازم لرانيا منذ حدوث الواقعة.